خطبة عيد الأضحى قصيرة مكتوبة

خطبة عيد الأضحى قصيرة مكتوبة، بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك نقدم لكم في هذه المقالة خطبة عيد الأضحى قصيرة مكتوبة، من أجل الاحتفال بهذه الأيام المباركة التي جعلها الله من أعياد المسلمين المباركة، وفيما يلي نقدم لكم مجموعة متنوعة من خطبة عيد الأضحى قصيرة مكتوبة.

خطبة عيد الأضحى قصيرة مكتوبة:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونصلي على محمد عبده وورسوله المبعوث إلى الإنس والجان وصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه بإحسان ما حالت الأحوال وتوالت الأزمان … الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله .. الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

الحمد لله الذي سهل للعباد طريق العبادة ويسره ، وأفاض عليهم من خزائن مغفرته التي لاتحصى.. وجعل لهم عيدا في كل عام يعود به ويتكررهل أتاكم حديث نبأ عظيم تهتز القلوب عند سماعه فرحاً وحبوراً فيكون حاديا للأرواح.

حجاج بيت الله الحرام من مثلكم ومن نظيركم في أطهر البقاع وأزكاها، وأطهر الرباع وأثناها،قال تعالى:”إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ۝ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ “[آل عمران:96- 97].

يا لهنائكم يوم ثار شوقكم الساكن فبلغكم أشرف الأماكن، ويا بشراكم إذ خصصتم بالاجتباء والاصطفاء لتوسم خطى الأنبياء الأصفياء أجبتم الداعي وأتممتم بفضل الله المساعي لبيتم وما أنقى الشعار، وصبتم من خير خير مسار ، هذا حرم الله المطهر ، وهذا بيته العتيق المستر ووجه الله إليه الوجوه وفرض على عباده ان يحجوه ، نظرت إليه المساجد في كل خمس .

عباد الله إن لهذا الدين الكريم نِظامًا وسَنَنا، وأركانًا وشرائعَ وسُننا، فأهمُّ أركانه بعد الشهادتين الصلواتُ الخمس، إنها الصِّلة بين المخلوق والخالق، وبها بين المؤمنِ والدعيِّ المعيارُ والفارق.

ولها أحمد الآثار على البدن والروح ، وهي من أكبر على تحصيل مصالح الدين والدنيا، فأقيموها كما أمركم بذلك ربكم ، ومروا بها من تحت أيديكم.

ولا يقتصر هذا الدين العظيم على الصلة بالخالق فقط بل يشمل الصلة بالمخلوق فالمسلم من سلم المسلون من لسانه ويده ، وإن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم كما أخبر بذلك نبي الهدى -صلى الله عليه وسلم-.

أيها المؤمنون وإن مما يخدش وجه الدين ويلوث بهاءه ويكدر صفوه وصفاءه البدع والمحداثات فإن من تعبد الله بشيئ لم يشرعه الله، ولم يكن عليه هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وخلفاءه الراشدون فقد وقعوا في شرك البدعة ، لقوله -عليه الصلاة والسلام-: مَن عَمِلَ عملًا ليس عليه أمرُنا فهو رَدٌّ”.

اعلموا أنّ الله تعالى يقول في القرءان الكريم:{ يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدّمت لغد واتقوا الله إنّ الله خبير بما تعملون}. فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العليّ العظيم .
عباد الله إننا بهذه المناسبة العظيمة مناسبة عيد الأضحى المبارك نؤكِّد عليكم صلَةَ الأرحام ومواساة الفقراء والأيتام والإحسان إلى الأرامل والمساكين، وتذكّروا أنّ قطيعة الرحم من الكبائر، فلو كانت رحمك لا تصلك فصلها فلك بذلك ثوابٌ عظيم. فقد قال عليه الصلاة والسلام:” صل من قطعك”. فلا تقُل: لا أزوره حتى يزورني من قطعني.
وكل عام وأنتم بخير .

خطبة عيد الأضحى قصيرة مكتوبة:

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله …. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد… الله أكبر ما أم هذا البيت آم وحجه، الله أكبر ما يمم المصلي شطره وتوجه، الله أكبر ما وقف الحجيج بعرفة وسالت منهم الدموع… الله أكبر أفاضوا وانسابت على تيك الربى والجموع.

الله أكبر ما سعوا وطافوا بالبيت العتيق… الله اكبر ما رموا وباتوا بمنى أيام التشريق… الله اكبر ما أريقت في الأضاحي من دماء .. الله اكبر ما سيقت من نسائك وهدايا وفداء … الله أكبر كبيرا كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا.

الله أكبر كلما وعدد ما هلل المهللون وكبر المكبرون وسبح المسبحون.. الله أكبر كلما احرموا بالحج ملبين وقصدوا البيت الأمين، فطافوا وسعوا وشربوا من زمزم وصلوا خلف المقام والتزموا الملتزم .. الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُسْلِمُونَ: إن يومكن هذا يوم مبارك وعظيم  قَدْ شَرَّفَهُ اللهُ وَأَعْلَى شَأْنَهُ وَرَفَعَ قَدْرَهُ، رَوَى أَبُو دَاوُدَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: أَعْظَمُ الْأيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْرِ… فَهُوَ يَوْمٌ يَتَقَرَّبُ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ إِلَى اللهِ تَعَالَى بِمَا يُقَدِّمُونَهُ مِنَ الْأضَاحِي، طَمَعًا فِي نِيلَ الْفَضْلِ الْعَظِيمِ وَالثَّوَابِ الْجَزِيلِ، فَهِي أفْضَلُ مَا يُمْكِنُ لِلْعَبْدِ أَنْ يَتَقَرَّبَ بِهِ إِلَى اللهِ تَعَالَى فِي هَذَا الْيَوْمِ.
إِنَّ الْأَضْحَيَةَ هِيَ سِنَّةُ نَبِيِّ اللهِ إِبْرَاهِيمَ – عَلَيْهِ السَّلَاَمُ -، فَقَدْ رَوَى الْإمَامُ أَحَمْدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَاِبْنُ مَاجَهٍ أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ ﷺ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا هَذِهِ الْأَضَاحِي قَالَ: سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ… وَذَلِكَ أَنَّ سَيِّدَنَا إبراهيم – عَلَيْهِ السَّلَاَمَ – أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي الْمَنَامِ أَنْ يَذْبَحَ وَلَدَهُ إسماعيل، فَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى إِخْبَارًا عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ قَالَ لِوَلَدِهِ: قَالَ يَا بُنَّيِّ إِنِّيَ أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّيَ أَذْبَحُكَ فَاُنْظُرْ مَاذَا تَرَى. وَرُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ، إِذَا رَأَوْا شَيْئًا فَعَلُوهُ، فَعَزَمَ سَيِّدُنَا إِبْرَاهِيمُ – عليه السلام – عَلَى تَحْقِيقِ الرُّؤْيَا.
لَقَدْ عَلِمَ اللهُ تَعَالَى بِعِلْمِهِ الْأَزَلِيِّ الَّذِي لَايَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ وَلَا يَتَجَدَّدُ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ وَابْنَهُ لَا يَتَأَخَّرَانِ عَنِ اِمْتِثَالِ أَمْرِ اللهِ تَعَالَى وَأَنَّهُمَا صَادِقَانِ فِي تَسْلِيمِهِمَا وَاِمْتِثَالِهِمَا، وَنُودِيَ: أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. هَذَا فِدَاءُ اِبْنِكَ فَنَظَرِ إِبْرَاهِيمُ فَإِذَا جِبْرِيلُ مَعَهُ كَبْشٌ، قَالَ تَعَالَى: وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ. أَيْ أَنَّ اللهَ تَعَالَى خَلَّصَ إِسْمَاعِيلَ مِنَ الذَّبْحِ بِأَنْ جَعَلَ فَدَاءً لَهُ كَبْشًا أَقَرْنَ عَظِيمَ الْحَجْمِ وَالْبَرَكَةِ.
وَيَتَجَلَّى فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ خُلُقُ الطَّاعَةِ وَالْاِسْتِسْلَاَمِ لله تَعَالَى فِي أَرْقَى تَجَلِّيَاتِهِ، فَهُوَ شِعَارُ كُلِّ مُسْلِمٍ صَادِقٍ، وَالْإِسْلَامُ هُوَ: الْاِسْتِسْلَاَمُ وَالْاِنْقِيَادُ لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ، هَذَا الْأَمْرُ الَّذِي لَوْ حَقَّقْنَاهُ لِصِرْنَا فِي أَوَّلِ أهْلِ الْأرْضِ رِفْعَةً وَسُمُوًّا، قَالَ اللهُ تَعَالَى: إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.

خطبة عيد الأضحى قصيرة:

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الْمَلِكِ الْحَقِّ الْمُبِينِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَلِيُّ الصَّالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، سَيِّدُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَصَحَابَتِهِ أجْمَعِينَ، وَمَنِ اِقْتَفَى أثَرَهُمْ وَسَارَ عَلَى نَهْجِهِمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ فِيَا أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُسْلِمُونَ:
فِي يَوْمِ عِيدِ الْأَضْحَى قَبْلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ قَرْنًا خَطَبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ خُطْبَةً عَظِيمَةً أَكَّدَ فِيهَا عَلَى تَحْرِيمِ الدِّمَاءِ وَالْأَعْرَاضِ وَالْأَمْوَالِ، فَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ النَّحْرِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ، قَالَ: فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ، قَالَ: فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ، قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فَأَعَادَهَا مِرَارًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَلْ بَلَغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَغْتُ…
عِبَادَ اللهِ: إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ يَوْمُ عِبَادَةٍ وَنُسُكٍ وَدُعَاءٍ، يَوْمُ صِدْقٍ وَصَفَاءٍ، يَوْمُ حُبٍّ وَوَفَاءٍ، يَوْمُ بَذْلٍ وَعَطَاءٍ، يَوْمُ الْإِنْفَاقِ وَالْعَطْفِ عَلَى الْيَتَامَى والْمَسَاكِينِ وَالْفُقَرَاءِ، يَوْمٌ تَتَصَافَحُ فِيهِ الأَيْدِي، وَتَتَآلَفُ فِيهِ الْقُلُوبُ، وَيَسْعَى فِيهِ السَّاعُونَ لِلْإِصْلَاحِ بَيْنَ الْمُتَخَاصِمِينَ، فَتَرَاحَمُوا وَتَعَاطَفُوا، وَتَصَافَحُوا وَتَسَامَحُوا، وَتَزَاوَرُوا وَتَهَادَوْا، وَبَرُّوا آبَاءَكُمْ، وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّ صِلَةَ الْأَرْحَامِ ثَوَابُهَا مُعَجَّلٌ فِي الدُّنْيَا وَنَعِيمُهَا مُدَّخَرٌ فِي الْآخِرَةِ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لِذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الفائزون.
هَذَا وَخَيْرُ مَا نَخْتَتِمُ بِهِ الْكَلَاَمَ….

خطبة عيد الأضحى:

قال تعالى: { وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا } النساء: ١٣١، إن أعيادكم خير الأعياد به تتقوى عقيدتكم وتقوم بها عبادتكم ، وتحقِّق به جانبًا عظيمًا من وحدَتهاقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا “.
وأنتم في عيدِكم هذا على إرث حقّ ومَأثَرةِ صِدق من الخليلين -عليهما الصلاة والسلام-، فقد منَّ الله على المسلمين بعيد الفطر وعيد الأضحى، عن أنس رضي الله عنه قال: قدِم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: “لقد أبدَلَكم الله بهما خيرًا منهما: عيد الفطر وعيد الأضحى”.
 وعيد الأضحى بعد الوقوفِ بِعرفة الذي هو أعظم ركنٍ في الحجّ، وفيه التضرّع والتوبة والابتهال والتطهُّر من الذنوب والنقاء من العيوب، ثم يكون بعده يومُ النحر وذبحُ القرابين عبادةً لله تعالى، وضِيافة ونزلاً من الله الجوادِ الكريم لوفده، ثم يأذن الله لوفده بالدخول إلى بيته العتيق بعد أن هذِّبوا ونُقُّوا؛ ليتفضّل عليهم ويكرمهم بأنواع من الكرامات والهبات، لا يحيطُ بها الوَصف.
وعيدُكم هذا سمّاه الله في كتابِه يومَ الحجِّ الأكبر؛ لأنّ أكثَرَ أعمال الحجِّ تكون فيه، عن عبد الله بن قُرط أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:
“أفضل الأيّام عند الله يومُ النحر ويوم القرّ”، وهو اليومُ الذي بعد يومِ النّحر، أي: الحادي عشر.
ومن رحمةِ الله وحِكمته أنّه إذا شرع العملَ الصالح دعا الأمّةَ كلَّها إلى فعله، وإذا لم يتمكَّن بعض الأمّة من ذلك العملِ الصالح شرَع لهم من جنسِه من القرُبات ما ينالون به من الثوابِ ما يرفع الله به درجاتهم، فمن لم يقدَّر له الوقوفُ بعرفات للحجّ شرع الله له صيامَ عرفة الذي يكفّر السنة الماضية والقابلةَ، وشرَع له الاجتماعَ لعيدِ الأضحى وصلاةَ العيد والذكر والأضحيةَ قُربانًا لله تعالى، كما يتقرَّب الحاجّ بالذبح لله يوم النّحر اتِّباعًا لهدي نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم، وتمسُّكًا بملّة أبينا إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وتحقيقًا لعبادةِ الله وحدَه لا شريك له، وتوحيدًا لقلوبِ الأمّة، وجمعاً لكلمتِها، وربطًا لأمّة الإسلام بهُداتها العِظام الأنبياءِ -عليهم الصلاة والسلام-.
أيّها المسلمون: أخلصوا العبادات لربكم، وإيّاكم والشِّركَ بالله فإنه أعظم ذنب عُصي الله به، وذلك لأن فيه مسبة لله وتنقص له ومساواة له بغيره، فاحذروه وتعلموا التوحيد وما يكمله ويزيده لتستقيموا عليه، وتعلموا الشرك لتحذروه وتجتنبوه فلا تقعوا فيه، قال الله تعالى: { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ }، المائدة: ٧٢
وعليكم ببرِّ الوالدين وصِلَة الأرحام، فقد فاز من وفَّى بهذا المقام. وأحسنوا الرعايةَ على الزوجات والأولادِ والخدَم ومن ولاّكم الله أمرَه، وأدّوا حقوقهم، وعلموهم، واحمِلوهم على ما ينفعهم، وجنِّبوهم ما يضرّهم، وأحسنوا إلى الجيران قال النبيِّ صلى الله عليه وسلم: “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه”، وقال صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك”، والجار من كان قريبًا منك في السكن ولو من خارج هذه البلاد.
وإيّاكم وقتلَ النفس التي حرَّم الله، ففي الحديث: “لا يزال المسلِمُ في فسحةٍ من دينه ما لم يصِب دمًا حرامًا”، وقال: “لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ”.
و
إيّاكم وأموالَ اليتامى؛ فإنّه فَقرٌ ودمار وعقوبة عاجلة ونار.
وإياكم والعصبيات لجنس أو لون أو قبيلة فإنها من الجاهلية. وإيّاكم وقذفَ المحصنات الغافلات، فإنه من المهلِكات.
وإيّاكم والغيبةَ والنميمة؛ فإنها ظلمٌ للمسلم وإثم، تذهَب بحسناتِ المغتاب.

خطبة عيد الأضحى:

عباد الله يسن لكم في هذه الأيام المباركة أيام عيد الأضحى، وهي: يوم النحر وأيام التشريق: أن تكبروا الله – عز وجل – وتجهروا بهذا التكبير، فتقولوا: “الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد“، تكبرون بعد السلام من كل صلاة مفروضة إلى آخر صلاة من أيام التشريق وهي صلاة العصر ثم يُقطع، وكذلك تكبرون في أي ساعة من ليل أو نهار شئتم، تكبرون وأنتم في بيوتكم ومراكبكم وطرقاتكم وغيرها، والتَّكبير في هذه الأيام قد جرى عليه العمل في أيـَّام السَّلف الصَّالح مِن أهل القرون المفضَّلة، وعلى رأسهم أصحاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
إخوة الإسلام …إن التهنئة بالعيد قد جرى عليها عمل السلف الصالح من أهل القرون المفضلة وعلى رأسهم الصحابة – رضي الله عنهم -، وقد قال الإمام الآجري ـ رحمه الله ـ عن هذه التهنئة إنها: فعل الصحابة،فعن جبير بن نفير رحمه الله أنه قال:( كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا الْتَقَوْا يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ). واعلموا أن السنة لمن خرج إلى مصلى العيد من طريق أن يرجع من طريق أخرى، فقد صح عن جابر ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: (( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ )).
عباد الله: قال -عليه الصلاة والسلام-: “أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى”، فيحرم صوم يوم العيد وأيام التشريق إلا لمن لم يجد الهدي من الحجاج كما ثبت ذلك في السنة المطهرة.
أيها الناس: تذكَّروا ما أمامَكم من الأهوالِ والأمور العِظام بعدَ الموت، وتفكَّروا فيمَن صلَّى معكم في سالِفِ الزمان من الآباء والأحبَّة والإخوان، كيف خلَّفوا الدّنيا ووَارَاهم التّرابُ وانصرَفَ عنهم الأحباب، ولم ينفَعهم إلا ما قدَّموا، ولم يلازِمهم إلا ما عملوا، يتمنَّونَ استدراكَ ما فرط وفاتَ، وأنَّى للحياة الدنيا أن ترجِعَ للأموات؟! وتفكَّروا في القرونِ الخالية العظام الشداد، الذين اختَطّوا المدنَ والأمصار، وتمتَّعوا باللّذّات في طول أعمار، كيف نقِلوا إلى ظلُمات اللحود ومراتِع الدود، وإن ما أتى على الأوّلين سيأتي على الآخرين.