هل يجوز تأخير صلاة العشاء
هل يجوز تأخير صلاة العشاء

الصلاة عمودُ الدين، وهي أهم ما يربط العبد بربه، فحين فرض الله -سبحانه وتعالى- الصلاة، جعلها في خمسةِ أوقاتٍ موزّعة على اليوم؛ وذلك ليظلّ العبدُ موصولاً بخالقه، ومن أقامها فقد أقام الدين والتزم بما أمر به الله، ومن هدمها فقد هدم أركان الدين وكان إيمانه ناقصاً، وتعتبر أداء الصلاة في وقتها من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالي. والعديد يحثون عن حكم تأخير الصلاة وخاصة صلاة العشاء، وهاذ ما سنجيب عليه من خلال موقعنا موقع الحياة مكس.

هل يجوز صلاة العشاء بعد منتصف الليل؟

اتفق الفقهاء على أن تأخير صلاة العشاء بعض الشيء، يعد من السنة، وذلك إلى منتصف الليل ولكن تأخيرها بعد منتصف الليل، شهد عدة آراء سنوضحها جميعا فيما يلي:

لا يجوز تأخير الصلاة إلى بعد منتصف الليل أو قبل أذان الفجر كما يفعل البعض استشهاد بالرسول. فنعم كان يؤخرها ولكن إلى الثلث الأول من الليل وذلك عندما كان ينام الصحابة في المسجد. لو سيقوم الشخص بتأدية صلاة العشاء منفرداً، فمن الأفضل أداؤها في الثلث الأول من الليل. من الوارد تأخيرها للنساء إلى الثلث الأول من الليل أو نصفه، إذا كانت المرأة مشغولة في منزلها واضطرت إلى تأخيرها.  ولا يفضل أدائها بعد منتصف الليل فهو يعد من أوقات المكروه الصلاة فيها خشية أن ينام الإنسان دون تأديتها. لكن من الوارد أن يقوم الإنسان بتأخيرها بعد منتصف الليل، إذا كان هذا يساعد على أداء السنة المؤكدة من قيام الليل والصلاة في جماعة. وذلك لقوله (مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ).

 هو أخر وأفضل ميعاد لصلاة العشاء؟

قام الفقهاء بتوضيح أخر وأفضل وقت لصلاه العشاء، مستشهدين بأحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وسيتم عرض حديث الفقهاء كما يأتي:

  • المذهب الحنفي، يبدأ وقت العشاء عند غياب الشفق الأحمر، ويمتد إلى طلوع الفجر ولكنهم يرون أن أفضل وقت لصلاتها في الثلث الأول من الليل. وأستند ذلك إلى حديث النبي -صلي الله عليه وسلم- (لولا أن اشق على أمتي لأمرتهم أن يؤخروا العشاء الى ثلث الليل أو نصفه).
  • المذهب المالكي، رأى أن وقت الصلاة يبدأ مع مغيب حمرة الشفق الأحمر إلى الثلث الأول من الليل. وأستشهد ذلك الفريق، بحديث صحيح البخاري عن النبي -صلي الله عليه وسلم- (وكانوا يصلون العتمة فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل الأول). ولا يفضل تأخيرها إلا كان الإنسان مضطراً، غير ذلك فمن الأفضل تأدية الصلاة في أول الوقت.
  • المذهب الشافعي، رأى أن توقيتها يبدأ بانتهاء وقت المغرب وممتد إلى الفجر ومن الأفضل أن تصلي قبل الثلث الأول من الليل. 
  • الحنابلة، يرتأون أن وقتها ممتد إلى ثلث الليل الأول. واستشهدوا بـ جبريل -عليه السلام- (ثم أخر العشاء حتى كان ثلث الليل الأول، ثم أصبح فدعا السائل، فقال: الوقت بين هذين).

إلى هنا عزيزي القارئ نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا الذي تحدثنا فيه عن هل يجوز تأخير صلاة العشاء، حيث نتمنى عزيزي أن نكون قدمنا لك كل ما تبحث عنه.