حكم الاعتكاف في رمضان
حكم الاعتكاف في رمضان

حكم الاعتكاف في رمضان اهلاّ وسهلاّ بكم بموقع الحياة مكس حيث سنتكلم اليوم عن موضوع مهم وسنحرص على ان يكون هذا المقال شامل وجامع لما تبحث عنه، ما هي الحكمة التي شرع الله تعالى لأجلها الإعتكاف، وهو أحد الأمور التي تختص بالدّين، والتي يجب علينا معرفتها والعلم بها.

ما هو الاعتكاف

هو: الإقبال على الشيء، والإحتباس فيه، وهو من عَكَفَ على الشيء: أيّ إذا أقبل عليه وواظب عليه لا يصرف عنه وجهه، ومنه قيل لمن لازم المسجد، وأقام على العبادة فيه عاكفًا أو معتكفًا، وأما تعريف الإعتكاف في الإصطلاح فهو: الإقامة في المسجد بنيّة التقرّب إلى الله عز وجل بالعبادات من صلاة وقراءة للقرآن ودعاء ومناجاة، سواءًا كان ذلك ليلاً أو نهارًا.

حكم الاعتكاف

الإعتكاف سنّة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت أن النبي اعتكف في العشر الأواخر من رمضان، وفي بعض السنوات ترك ذلك، لبعض الأسباب، واعتكف النبي أيضًا في العشر الأوائل من شوال، فالإعتكاف سنّة، وهو في رمضان أفضل، وفي العشر الأواخر أفضل وأفضل، إذا اعتكف المسلم في غير رمضان، مثل شوال، أو ذي القعدة، أو ذي الحجة، أو محرّم، فلا بأس في ذلك، وهو سنة مطلقة في جميع الأزمان والأوقات، لكن في المساجد التي تقام فيها صلاة الجماعة، وإن كان يمرّ على المسلم أكثر من أسبوعًا كاملاً وهو معتكفًا فالأفضل أن يكون اعتكافه في مسجد فيه يقام صلاة الجمعة، لأنه الأفضل للمعتكف أن لا يخرج وأن يبقى في المسجد الذي هو فيه إلى حين انتهاء اعتكافه.

حكم الاعتكاف في المسجد في العشر الأواخر من رمضان

أما حكم الاعتكاف فهو “سنة” بإجماع أهل العلم ، ويرى بعض المذاهب الفقهية “سنة مؤكدة” في العشر الأواخر من رمضان. لكن يجب الاعتكاف إذا كان منذورا.

والدليل على سنيته قول الله تعالى: “ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد” (سورة البقرة ، الآية: 187) ، وقوله “أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركعود” (سورة البقرة ، 125).

الأدلة على مشروعية الإعتكاف

الأدلة على مشروعية الإعتكاف من القرآن الكريم

من أبرز الأدلة على مشروعيّة الإعتكاف من القرآن الكريم الآتي:

  • قال تعالى: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}.
  • قال تعالى: {وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}.

الأدلة على مشروعية الإعتكاف من السنة النبوية الشريفة

  • عن عائشة أم المؤمنين رضي الله قالت: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ).
  • عن عبدالله بن عمر عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (أنَّ عُمَرَ، قَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي نَذَرْتُ في الجَاهِلِيَّةِ أنْ أعْتَكِفَ لَيْلَةً في المَسْجِدِ الحَرَامِ، قَالَ: أوْفِ بنَذْرِكَ).

ما هي مبطلات الإعتكاف؟

  • الجِماع: فإذا جامع الرجل زوجته، فهذا سبب لبطاان اعتكافه، وذلك بإجماع جميع علماء الأمة منهم ابن المنذر، وابن حزم، وابن هبيرة.
  • مباشرة الزوجة بشهوة: فإن كان بغير شهوة لم يبطل اعتكافه، باتفاق الأئمة.
  • إنزال المني: عن طريق مباشرة الزوجة، أو عن طريق النظر أو الإستمناء.
  • الحيض والنفاس.
  • ذهاب العقل: بسبب شرب مخدّر أو مسكر.
  • الردّة: فمتى ارتد الشخص عن الإسلام بطل اعتكافه ولم يصح.
  • قطع نية الاعتكاف: فإذا قطع المعتكف نيته بالاعتكاف ولو كان داخل المسجد بطل اعتكافه، ولكن لو قال المعتكف سأخرج إن شاء الله بعد المغرب لكنه غير رأيه ولم يخرج هذا لا يبطل الإعتكاف.
  • الموت: فمتى مات ابن آدم انقطع عمله وانتهى اعتكافه.

فضل الإعتكاف

  • الإخلاص والتعويد والتربية على ذلك: لأن المسلم عند اعتكافه لا يراه إلا الله عز وجل، والمعتكف يعبد الله تعالى كأنه يراه، ويصوم ويصلي ويقرأ القرآن، وكل هذه الأمور تعود المسلم الإخلاص.
  • التربية على التخلص من لغو الكلام: فالمسلم في اعتكافه يتخلص من فضول الكلام والطعام والنوم والإختلاط بالآخرين، فتعتاد النفس على هذا النظام.
  • التربية على العبادة: وخاصة قيام الليل، وقراءة القرآن، والإستغفار، والذكر، والمناجاة.
  • تقوية صلة العبد بربه من خلال اللجوء إليه تعالى ومناجاته.
  • التفكّر والتأمل في الكون: فالتأمل والتفكر في الكون والخلق نعمة مهمة للعقل، وخاصة في زمن الفتن والمحن.
  • التهيئة لوحدة القبر: فالإعتكاف يهيء المسلم لوحدة القبر ووحشته، بل يعوّد المسلم على مواجهة الشدائد.
  • مراجعة النفس ومحاسبتها على تقصيرها: في أمور الدّبن والدنيا، ويحاول الشخص تعويض جوانب التقصير في حياته وخاصة في أمور العبادة.
  • التربية على الإستخدام الأمثل للوقت: وعدم تضييع حتى الثواني، فيبقى الشخص بين قراءة قرآن وصلاة وصيام وقيام مستغلاً كل لحظة في حياته.
  • ترك المعاصي والتقليل منها .

إلى هنا عزيزي القارئ نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا الذي تحدثنا فيه حكم الاعتكاف في رمضان ، حيث نتمنى عزيزي أن نكون قدمنا لك كل ما تبحث عنه.