هل يجوز الاحتفال بيوم الحب
هل يجوز الاحتفال بيوم الحب

هل يجوز الاحتفال بيوم الحب… أهلًا وسهلًا بكم بموقع الحياة مكس حيث سنتكلم اليوم عن موضوع مهم وسنحرص على ان يكون هذا المقال شامل وجامع لما تبحث عنه. يوم الحب أو عيد الحب أو عيد العشاق أو يوم القديس فالنتين ‏ هو احتفال مسيحي يحتفل به كثير من الناس في العالم في 14 فبراير حسب الكنيسة الغربية أو في 6 يوليو حسب الكنيسة الشرقية من كل عام، حيث يحتفلون بذكرى القديس فالنتين ويحتفلون بالحب والعاطفة، ومع اقتراب هذا اليوم يتساءل العديد من الأشخاص بهل يجوز الاحتفال بيوم الحب في الشريعة الإسلامية، هذا ما سنجيبه من خلال مقالنا.

هل يجوز الاحتفال بيوم الحب

هل يجوز الاحتفال بيوم الحب لا يجوز للمسلم الإحتفال بيوم الحب، لأنه من أعياد الكفار الدخيلة على مجتمعنا الإسلامي، والله تعالى لم يجعل للمسلمين إلا عيدين عيد الأضحى وعيد الفطر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “الأعياد من جملة الشرع، والمنهاج والمناسك التي قال عنها الله تعالى: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا}، فإن مشاركتهم في أعيادهم دليل على الموافقة على أعياد الكفر، والموافقة في بعض بعض فروعه يكون نوعًا من الكفر، وأن الموافقة على هكذا أعياد قد ينتهي إلى الكفر، وأقل أحوال مشاركة الكفار أعيادهم هو معصية لله تعالى”، وفي الحديث النبوي الشريف عن عائشة أم المؤمنين قالت: (دَخَلَ أبو بَكْرٍ وعِندِي جَارِيَتَانِ مِن جَوَارِي الأنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بما تَقَاوَلَتِ الأنْصَارُ يَومَ بُعَاثَ، قالَتْولي سَتَا بمُغَنِّيَتَيْنِ، فَقالَ أبو بَكْرٍأمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ في بَيْتِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وذلكَ في يَومِ عِيدٍ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَيا أبَا بَكْرٍ، إنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وهذا عِيدُنَا)، وهذا الحديث دليل قاطع على أنه لا يجوز الإحتفال بأي عيد من الأعياد، سوى ما شرعه الله تعالى.

قصة عيد الحب

نقص الجنود في الحروب

تتحدث الأسطورة أنّ قصة حدثت في القرن الثالث الميلادي، وبالتحديد في عصر الإمبراطورية الرومانية، حيث كان الإمبراطور كلوديوس الثاني هو الحاكم للامبراطورية، وكان يواجه الإمبراطورية في تلك الفترة تحدّيان هما: انتشار مرض الطاعون والجدري بين الناس، حيث تسببا في القضاء على حياة أكثر من خمسة آلاف شخص بشكل يومي، ومن ضمنهم الجنود، أمّا الخطر الآخر فقد تمثّل في تعرّض الامبراطوية لهجمات القوط، وقد كان لنقص عدد الجنود في ظل الحروب القائمة على القوط أثر بالغ في التغلب عليهم، فكان على الامبراطور إيجاد حل لنقص الجنود، ونظراً إلى الاعتقاد الذي كان سائداً آنذاك بأنّ الجنود العازبين هم أقوى وأشد تحملاً من الجنود المتزوّجين؛ فقد أمر الإمبراطور الروماني بحظر الزواج بين الجنود حتى لا ينشغلوا بأمر أُسَرِهم.

شهدت هذه الفترة أيضاً اضطرابات داخلية عقب اغتيال الإمبراطور السابق غالينيوس، فكان الحل الأمثل بالنسبة للإمبراطور الحالي ليتخلص من هذه الاضطرابات، ويضمن ولاء جميع الجهات له، بأن جعل للامبراطور الذي اغتيل إلهاً يعبد إلى جانب الآلهة الرومانية الأخرى، ومما يجدر ذكره أنّه تم إجبار المواطنين على عبادة الآلهة الرومانية، وكان يعتبر من يرفضها عدواً للدولة، وكذلك الحال مع المسيحيين الذين اضْطُهِدوا ليتركوا دينهم، وإلّا فإنّ القتل يكون مصير من يعترض على ذلك.

تزويج القديس فالنتين للجنود سراً

كان القديس فالنتين وهو محور قصة عيد الحب أحد القديسين المسيحيين، ولأنه تم تدمير واحراق الكتب المقدسة المسيحية، فإنه لم يعرف الكثير عن القديس فالنتين، فكان إمّا كاهناً في روما، أو أسقفاً في تيرني بوسط إيطاليا، وقد كرّس حياته لنشر المسيحية بين الناس وهو ما أدى بالنهاية لقتله على يد الامبراطور كلوديوس كما ذكرت المراجع التاريخية لأنه لم يقبل مناقشة الإمبراطور في الآهة الرومانية وأصر على مسيحيته والابتعاد عن الوثنية.

لم يرض القديس فالنتين بقرار الإمبراطور بمنع زواج الجنود، ولهذا فقد زوجهم سراً بعيداً عن أعين الحكومة حتى تم اكتشاف أمره، ثمّ سُجِن بعد ذلك وطلب منه التخلي عن المسيحية مقابل إطلاق سراحه، الأمر الذي لم يقبل به القديس فالنتين، وهو ما أدّى إلى الحكم عليه بالإعدام.

تتحدث إحدى الروايات التاريخية أن فالنتين قبيل إعدامه قد قدّم معجزة لإقناع الإمبراطور كلوديس بالمسيحية، حيث دعى لابنته الكفيفة بالشفاء، فشفيت من العمى، في حين تذكر روايات أخرى أنّ الابنة الكفيفة هي ابنة سجّان فالنتين، ورغم ذلك لم ينجُ فالنتينو من حكم الإعدام، وتم إعدامه في الرابع عشر من شهر فبراير لعام 269 للميلاد؛ وبعد ذلك عيّن البابا غلاسيوس هذا اليوم يوماً للقديس فالنتين عام 496 للميلاد.

في القرن الرابع عشر للميلاد بدأت قصة القديس فالنتيتو بالانتشار، وأضيف عليها الصبغة العاطفية، ولم تتعدى كونها روايات شعبية متداولة بين الناس وغير مؤرخة، حيث أضافت الرواية الشعبية قصة حب القديس لابنة الامبراطور كلوديس الثاني، أو ابنة السجّان وفقاً لروايات أخرى، وأنّه كتب لها بطاقة حب يعتقد أنها أول بطاقة حب كتبت في التاريخ.

السبب في تحريم عيد الحب

ومن أبرز الأسباب التي لأجلها حرّم الدّين الإسلامي عيد الحب نذكر الآتي:

  • عيد الحب هو عيد بدعي لا أساس له في الشريعة الإسلاميّة.
  • يدعو إلى ممارسة العشق والغرام المحرّم في الإسلام.
  • يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لشرع الله تعالى وسنة رسوله الكريم ولهدي السلف الصالح، فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر هذا العيد من المأكل والمشرب واللباس أو تبادل الهدايا أو إرسال بطاقات المعايدة، وعلى المسلم أن يكون معتزًا بدينه وإسلامه ولا يقلّد الكفر وأهله.
  • سبب للتبعيّة السياسيّة، فهذا العيد يقودنا إلى التبعيّة الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة لدول الغرب، مثل ما يطالب به الكثيرين اليوم من جعل الدولة مدنيّة تشبهًا بالمدن والقوانين الغربيّة، وهذا معناه إقصاء الدّين.
  • سبب لأن يكون المسلم إمّعة في الصحافة والإعلام، وينشر كل ما يقال بدون تثبّت وتأكّد مصداقًا لقوله تعالى: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً}
  • أن فيه مشابهة للكفار وتقليدًا لهم في تعظيم ما يعظمونه، واحترام أعيادهم ومناسباتهم وتشبهًا بهم فيما هو من ديانتهم، ومن تشبّه بقومٍ فهو منهم.
  • ما يترتب على هذا العيد من المفاسد والمحاذير كاللهو، الغناء، والزمر، والسفور، والتبرّج، والإختلاط بين الرجال بالنساء من غير المحارم، وهو وسيلة إلى الفواحش ومقدمة لها.

إلى هنا عزيزي القارئ نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا الذي تحدثنا فيه عن  هل يجوز الاحتفال بيوم الحب، حيث نتمنى عزيزي أن نكون قدمنا لك كل ما تبحث عنه.