بحث عن التحليل الاحصائي
بحث عن التحليل الاحصائي

بحث عن التحليل الاحصائي… أهلًا وسهلًا بكم بموقع الحياة مكس حيث سنتكلم اليوم عن موضوع مهم وسنحرص على ان يكون هذا المقال شامل وجامع لما تبحث عنه. يمكن تعريف علم الإحصاء على أنه ذلك العلم الذي يُعنى بجمع البيانات وتحليلها وتفسيرها من أجل استخدام المعلومات التي تنتج عن تحليل هذه البيانات في مجموعة من الأنشطة الاقتصادية وغيرها، وفي مقالنا اليوم سنزودك ببحث عن التحليل الإحصائي.

مقدمة بحث عن التحليل الاحصائي

يستخدم مفهوم التحليل الإحصائي على نطاقٍ واسعٍ في مختلف مجالات العلوم الاجتماعية والعلمية كاختبار النظريات الفيزيائية والفرضيات الرياضية إضافةً إلى احتياجات حكومات الدول إليه لوضع سياساتها التنموية المرتبطة بنتائج التحليل الإحصائي للبيانات الديموغرافية والاقتصادية في منطقةٍ معينةٍ وما ينطوي على ذلك من اتخاذ القرار المناسب بعد استقراء نتائج التحليل وتوجّهاتها، ويعتمد التحليل الإحصائي على مجموعةٍ من المعايير والمفاهيم التي تمنح عينةً عشوائيةً (كالمجتمع مثلًا) صفةً مميزةً أو منحىً معينًا يجمعها ويمكن القائم على التحليل الإحصائي من الاستنتاج ثم الاستقراء والتخطيط لإعطاء القرار، ومع تطور العلوم والتكنولوجيا أصبح بالإمكان اليوم استخدام تقنياتٍ أكثر دقةً لإجراء العمليات المرتبطة بالتحليل الإحصائي الأمر الذي يقود إلى نتائج أكثر دقةً، علمًا أن الواقع قد يختلف عن نتائج التحليل الاحصائي وذلك تبعًا لدرجة استيفاء التحليل لجميع الشروط ذات الصلة بالظاهرة المدروسة، إذ أن إغفال عاملٍ ذي صلةٍ بالتحليل قد يؤثر سلبًا على نتائج التحليل الاحصائي ويقود إلى نتائج خاطئةٍ تبعد المسؤول عن اتخاذ القرار الصائب.

ما هو التحليل الإحصائي

يمكن تعريف التحليل الإحصائي على أنه العملية المُنظمة التي يتم من خلالها جمع العديد من البيانات الكميّة المتعلقة بموضوع محدد من عدة مصادر مختلفة ليتم فيما بعد التحقق من هذه البيانات وتبويبها وتلخيصها من أجل تقديم بعض المعلومات أو التفسيرات المنطقية للموضوع ذي العلاقة بعملية التحليل الإحصائي، ويُطلق على عملية التحليل الإحصائي في اللغة الإنجليزية statistical analysis، كما يبحث التحليل الإحصائي في كافة الاتجاهات والأنماط وطبيعة العلاقات لكافة المتغيرات ذات الصلة بموضوع الدراسة، حيث يساهم كل ذلك في تقديم نظرة شمولية حول موضوع الدراسة، ويساهم في تسليط الضوء على كافة جوانبها، وكل ذلك يساعد على تقديم معلومات نوعيّة للجهات المستفيدة من عملية التحليل الإحصائي في المستقبل.

بحث عن التحليل الاحصائي

يرتبط مفهوم التحليل الإحصائي بالكثير من المتغيرات والعوامل والمفاهيم التي تحدد ماهية التحليل الإحصائي وخطوات إجراء التحليل وكيفية إجراء خطواته، إضافةً إلى النتائج المتوقعة منه، وفيما يلي أهم المعطيات المتعلقة بالتحليل الإحصائي.

مفهوم التحليل الاحصائي

يعرف التحليل الإحصائي بأنه علم جمع البيانات وتحليلها باستخدام مجموعةٍ من المعايير المضبوطة بقوانينٍ رياضيةٍ محددةٍ بهدف كشف أنماط واتجاهات العينة بما يساعد في اتخاذ القرار المناسب سواءً لوضع نظريةٍ رياضيةٍ أو التحقق من صحة فرضيةٍ أو التخطيط للمستقبل وغير ذلك بناءً على السلوك السابق للعينة.
وتجدر الإشارة إلى أن معظم الناس قد يستخدمون مفهوم التحليل الاحصائي في حياتهم اليومية بشكلٍ أو بآخر دون أن يشعروا بذلك، الأمر الذي يبدوا واضحًا عند استخدامهم لكلمة “أتوقع، expect” فالوصول إلى التوقع والمعروف علميًا بـ “الاستقراء” يحتاج قبل ذلك إلى إجراء تحليل إحصائي (ولو كان بسيطًا) للعينة التي يتم الحديث عنها، والأمثلة كثيرة من الحياة اليومية.

تاريخ التحليل الإحصائي

شهد العصر الإسلامي الذهبي أول ظهورٍ لمفهوم الاحتمالات والتحليل الإحصائي خلال القرن الثامن الميلادي على يد الشاعر العربي ومؤسس علم العَروض “الخليل بن أحمد الفراهيدي” في كتابه “رسائل التشفير” الذي تضمن أول استخدامٍ للتبديلات والتوليفات، ويعتبر الباحث العربي “أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي” أول من استخدم مفهوم “الاستدلال الإحصائي” في القرن التاسع الميلادي وهو صاحب أول كتابٍ يقدم وصفًا تفصيليًا لكيفية استخدام التحليل الإحصائي وتحليل التردد لفك تشفير الرسائل المشفرة حيث حدد هذا الكتاب فيما بعد أسس علم الإحصاء وتحليل الشفرات، كما كان للأديب والشاعر علي الموصلي المعروف بـ “ابن عدلان” دورًا هامًا في تحديد أسس علم الإحصاء من خلال إدخال مفهوم حجم العينة في تحليل التردد وذلك بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلادي.

اما أول ظهورٍ لمفهوم التحليل الإحصائي في أوروبا فكان على يد البريطاني “جون جرونت” في القرن السابع عشر الميلادي حيث وضعت الأسس الرياضية لعلم الإحصاء مع تطور نظرية الاحتمالات، ومع بداية القرن العشرين تحول الإحصاء إلى نظامٍ رياضيٍ استخدم عدة مفاهيمٍ كالانحراف المعياري وتحليل الانحدار والارتباط وغيرها، حيث تم تطبيق هذه التحليل الإحصائي في دراسة خصائص الإنسان كالطول والوزن وغير ذلك، وبمرور الوقت بدأت مفاهيم التحليل الإحصائي بالتزايد وأخذت تنصقل لتواكب تطورات العلوم الأخرى حتى ظهرت بشكلها المعروف حاليًا والذي أصبحت فيه نتائج التحليل الإحصائي تشكل معيارًا أساسيًا يؤخذ بعين الاعتبار عند التخطيط للمستقبل أو التفكير بإقامة مشروعٍ ما.

عناصر التحليل الاحصائي

لا يعتبر التحليل الاحصائي عمليةً تنجيميةً عشوائيةً، إنما يعتمد على إجراء مجموعةٍ من الخطوات تتضمن تحديد عددًا من المعايير ذات المعنى والتي تمكن الجهة التي تقوم بإجراء التحليل الاحصائي من استخلاص بياناتٍ معينةٍ، وفيما يلي أهم عناصر التحليل الاحصائي:

  • المتوسط: وهو أكثر مقاييس النزعة المركزية للتحليل الاحصائي أهميةً، إذ تتجمع حوله قيم المجموعة الأخرى ويمكن من خلاله الحكم على بقية قيم المجموعة، وهو رياضيًا مجموع القيم على عددها.
  • الوسيط: وهو أحد مقاييس النزعة المركزية، وهو الرقم الذي يقسم العينة إلى نصفين بحيث يكون عدد العينات في كل نصف متساويًا، وذلك بعد ترتيب قيم العينة تصاعديًا أو تنازليًا.
  • المدى: وهو مقياس لمقدار تباعد العينة عن بعضها، إذ يمثل الفرق بين أكبر قيمةٍ وأصغر قيمةٍ في العينة.
  • الانحراف المعياري: أحد أهم مقاييس التشتت الإحصائي، ويعبر عن مدى التبعثر الاحصائي أي أنه يدل على مدى امتداد المجالات ضمن مجموعة البيانات الإحصائية.
  • التباين: يعبر مفهوم التباين عن مقياس التشتت الإحصائي للقيم الممكنة حول القيمة المتوقعة، وهو رياضيًا القيمة الناتجة عن تربيع انحرافات القيم الممكنة عن القيمة المتوقعة.

خطوات التحليل الاحصائي

هناك مجموعة من الخطوات التي يجب على الباحث اتباعها عند إجراء التحليل الاحصائي، والتي تتمثل بما يلي:

تحديد نوع التحليل الاحصائي

ويتم ذلك وفق مجموعةٍ من المعايير أهمها:

  • تحديد نوع البيانات التي سيتناولها التحليل الاحصائي.
  • تحديد نوع العلاقات التي ترغب الجهة صاحبة التحليل الاحصائي باختبارها.
  • تحديد عدد المتغيرات التي ستتم دراستها.
  • تحديد مستويات المتغيرات التي سيقوم التحليل الاحصائي بدراستها.

التمييز بين الاختبار الاحصائي المعلمي وغير المعلمي

للحصول على نتائجٍ إحصائيةٍ ذات قيمةٍ لا بد من التمييز بين الاختبار الاحصائي المعلمي والاختبار الاحصائي غير المعلمي، ويتم ذلك على النحو التالي:

  • الاختبار الاحصائي المعلمي: ينص على أن تكون كافة البيانات التي يتناولها التحليل الاحصائي واقعةً ضمن مستوى مقياس الفترة ذاته، مع ضرورة اختيار مجتمع الدراسة بشكلٍ طبيعيٍ يمكن من أخذ جميع بارامترات المجتمع ذات الصلة بعين الاعتبار.
  • الاختبار الاحصائي غير المعلمي: ينص على أن يكون نوع البيانات في مقياسٍ رتبيٍ فقط دون أن يقع في مقياس الفترة ذاته، إضافةً إلى ضرورة أن يكون مجتمع الدراسة موزعًا توزيعًا حرًا.

اختبار فرضيات التحليل الاحصائي

يتم إجراء اختبار فرضيات التحليل الاحصائي وفق المعايير التالية:

  • تحديد معطيات فرضية العدم “Null Hypothesis”.
  • تحديد معطيات الفرض التجريبي ” Experimental Hypothesis”
  • تحديد مستوى الدلالة المناسب للاختبار الاحصائي “Level of Significant”.

تحديد بارامترات مستوى الدلالة الإحصائية

تتضمن بارامترات الدلالة الإحصائية ما يلي:

  • اتجاه الاختبار: لا بد أن تقوم الجهة صاحبة التحليل الإحصائي بتحديد اتجاه الاختبار (اتجاه واحد، أو أكثر) وذلك بحسب نوع المؤثر المراد دراسته.
  • درجة الحرية: وتعبر عن عدد القيم التي تقبل إجراء التغييرات عند حساب خاصيةٍ إحصائيةٍ معينةٍ.

أهمية التحليل الاحصائي

تساهم نتائج التحليل الاحصائي في تحقيق مجموعةٍ من الأهداف العامة في مجالاتٍ مختلفةٍ أهمها:

  • يساعد التحليل الاحصائي في دراسة العينات ومعرفة توجهها الأمر الذي يسهل على الباحث استقراء مستقبل العينة.
  • تساعد طريقة التحليل الاحصائي في الحصول على الكثير من المعلومات الدقيقة المتعلقة بالعينة.
  • تساهم نتائج التحليل الاحصائي في تقديم دراسةٍ حول مستقبل المجتمع والتوزع والنمو السكاني.
  • يحول التحليل الاحصائي البيانات المنفردة غير المفيدة إلى بياناتٍ مجمعةٍ ذات معنى.
  • ترتبط نتائج التحليل الاحصائي ارتباطًا وثيقًا بالعلوم الإنسانية وأهداف البحث الاجتماعي.
  • يلعب التحليل الاحصائي دورًا هامًا في تحليل بيانات الظواهر الاجتماعية وتحديد مسبباتها وتحليل نتائجها.
  • يقدم التحليل الاحصائي الكثير من الإجابات المتعلقة بالسلوك الإنساني.
  • يمكن التحليل الاحصائي من وضع تصنيفٍ خاصٍ بالمدن.

برامج التحليل الاحصائي

يعتمد الباحثون اليوم على مجموعةٍ من التطبيقات البرمجية في إجراء تحليلاتهم الإحصائية إذ بات بالإمكان اليوم الحصول على نتائج أكثر دقة من خلال استخدام عدد أكبر من عينات المجتمع، ومن أبرز البرامج المستخدمة في إجراء التحليل الاحصائي:

  • برنامج SPSS: وهو برنامج الحزم الإحصائية للتحليل الخاص بالعلوم الاجتماعية.
  • برنامج SAS: من أهم البرامج الإحصائية ويستخدم في وزارة الزراعة الأمريكية.
  • برنامج EVIEWE: وهو البرنامج الأكثر استخدامًا ويساعد في تقديم معلوماتٍ متعلقةٍ بالمتغيرات الاقتصادية.
  • برنامج MINITAB: أحد أهم البرامج الإحصائية التي تناسب المبتدئين في مجال التحليل الاحصائي.

مشكلات التحليل الاحصائي

يتطلب إجراء تحليلٍ احصائيٍ دقيقٍ بنتائجٍ موثوقةٍ امتلاك الباحث خبرةً كافيةً ومهارةً في مجال تحليل البيانات والتعامل معها، وعلى الرغم من إلمام الباحث بالطرق والآليات المستخدمة في التحليل الاحصائي إلا أنه قد يواجه أحيانًا بعض المشاكل والتي يتمثل أبرزها بـ:

  • مشكلة العمومية: يتم اختيار العينة المدروسة بشكلٍ دقيقٍ بحيث تمثل الصبغة العامة للمجتمع، الأمر الذي يؤدي إلى إغفال بعض الجوانب والتي قد تسبب بعض المشاكل في المستقبل.
  • مشكلة الحصر الشامل: يقوم بعض الباحثين بدراسة جميع عينات المجتمع دون استثناء، وفي هذه الحالة قد يقع بعض الباحثين عند استخدامهم المنهج الاستدلالي في إجراء التحليل الاحصائي بدلًا من المنهج الوصفي.
  • مشكلة اختيار المقياس الاحصائي الخاطئ: ويقع أغلب الباحثين في مشكلة اختيار المقياس الاحصائي الخاطئ نتيجةً لعدم خبرتهم في مجال إعداد الدراسات الإحصائية وعدم معرفتهم الكافية بالمقاييس الإحصائية.
  • مشكلات دراسة العينة: يقع الباحثون في مشكلات دراسة العينة عند استخدامهم للتحليل الاحصائي.

خاتمة بحث عن التحليل الاحصائي

وفي ختام بحث عن التحليل الاحصائي يمكن القول إن نتائج التحليل الاحصائي تقدم الكثير من المعلومات الهامة حول ظاهرةٍ معينةٍ والتي تساعد في إعداد خطط التطوير المستقبلية أو في استقراء القيم المتوقعة لعينةٍ ما في المستقبل بما يساعد الباحث أو الجهة صاحبة البحث في اتخاذ القرار المناسب، وذلك شريطة أن يقوم الباحث باعتماد منهجٍ علميٍ خالٍ من الأخطاء يقوم خلاله بإجراء خطوات التحليل الاحصائي مستعينًا بالبرامج والأجهزة الإلكترونية الحديثة القادرة على إجراء عمليات التحليل الاحصائي بدقةٍ عاليةٍ بعيدًا عن الأخطاء البشرية.

إلى هنا عزيزي القارئ نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا الذي تحدثنا فيه عن بحث عن التحليل الاحصائي، حيث نتمنى عزيزي أن نكون قدمنا لك كل ما تبحث عنه.