المال المقدم لتخليص الاسير
المال المقدم لتخليص الاسير

المال المقدم لتخليص الاسيرأهلًا وسهلًا بكم بموقع الحياة مكس حيث سنتكلم اليوم عن موضوع مهم وسنحرص على ان يكون هذا المقال شامل وجامع لما تبحث عنه. وضعت الشريعة الإسلامية العديد من القواعد والقوانين في كيفية العامل مع قضية الأسرى، ومن أحد الحلول الذي وضعها الإسلام هي تقديم المال لتخليص الأسير، فماذا يُطلق على هذا الأمر هذا ما سنجيب عليه في مقالنا.

المال المقدم لتخليص الاسير

يوجد العديد من المصطلحات التي تتراود على أذهاننا ولكن لا نعرف معانيها، خاصة عند دفع مبلغ مالي معين لفك أسر شخص ما بالإضافة إلى التعويض المادي الذي يدفع لأهل المتضررين من بعض المشاكل أو الأحداث التي قد تصنف بأنها خارجة عن القانون وتلك التشريعات لا تتم بمعزل عن الشرع والدين ولكنها ذكرت في القرآن الكريم وقامت الدول الإسلامية باعتمادها لتكون هي مصدر التشريع ومن هنا يبحث الكثير من الأشخاص عن معنى الأموال التي تدفع من أجل فك الأسر لشخص ما ولذلك فإن الإجابة على هذه العبارة تتمثل في الآتي:

  • الفدية

تعريف الفدية 

كثيرة هي المعاني والمصطلحات التي تحدثت عن كلمة فدية والتي تشير إلى مقدار من المال يخرج من أجل حفاظ الأهل أو الأبناء وقد يتم تطبيقه في العديد من المواقف مثل فك الأسر أو تعويض الأشخاص مقابل خسارة مادية معينة قد تعرضوا لها وذلك يختلف عن الفدية التي يخرجها المسلم في الحج وهي ذبح الأضحية لوجه الله تعالى ولكنها جميعها مصطلحات تصب في نفس المعنى وهو دفع مقابل سواء مادي أو غيره من أجل إنقاذ شخص ما أو تعويض المتضررين.

أمثلة على الأسرى في الإسلام

  • أسرى بدر: كانت معركة بدر هي المعركة الأولى بين المسلمين والمشركين، وقد تم النصر فيها للمسلمين مع قلة عددهم وعدتهم؛ بل إنهم مع هذا النصر أسروا من المشركين سبعين، واستشار الرسول أصحابه رضي الله عنهم في شأن هؤلاء الأسرى، وماذا يفعل معهم؟ يروي عمر بن الخطاب فيقول: “قال أبو بكر: يا رسول الله، هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان، وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية، فيكون ما أخذناه قوةً لنا على الكفار، وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضدًا، فقال رسول الله: «ما ترى يا ابن الخطاب؟»، قلت: والله ما أرى ما رأى أبو بكر، ولكن أرى أن تمكنني من فلان -قريب لعمر- فأضرب عنقه، وتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوداة للمشركين، وهؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم”، فهوى الرسول ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت -أي عمر- وأخذ منهم الفداء.
  • أسرى الحديبية: وهذا من مواقف الرحمة العجيبة في السيرة! قال عبد الله بن مغفل المزني: “‏كنا مع رسول الله ‏‏بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله تعالى في القرآن، وكان يقع من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله‏ ‏‏وعلي بن أبي طالب‏ ‏وسهيل بن عمرو‏ ‏بين يديه، فقال رسول الله‏ ‏‏لعلي:‏ «اكتب بسم الله الرحمن الرحيم»، فأخذ ‏سهيل بن عمرو‏ ‏بيده فقال: ما نعرف بسم الله الرحمن الرحيم اكتب في قضيتنا ما نعرف قال: اكتب باسمك اللهم فكتب هذا ‏ما صالح عليه ‏‏محمد رسول الله ‏‏‏أهل ‏‏مكة ‏فأمسك ‏سهيل بن عمرو‏ ‏بيده وقال: لقد ظلمناك إن كنت رسوله اكتب في قضيتنا ما نعرف فقال: «اكتب هذا ما صالح عليه ‏‏محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ‏وأنا رسول الله»، فكتب، فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شابا عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا فدعا عليهم رسول الله ‏‏فأخذ الله بأبصارهم، فقدمنا إليهم فأخذناهم فقال رسول الله:‏ ‏«هل جئتم في عهد أحد أو هل جعل لكم أحد أمانًا» فقالوا: لا فخلى سبيلهم فأنزل الله: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا}
  • أسرى مكة: وهذا من أعظم المواقف في السيرة النبوية، -وخاصة إذا وضعت التاريخ المظلم لقريش مع رسول الله- فقد فتح رسول الله مكة، ودان له كل من فيها، وأصبحوا ملك يده، وله حق التصرف فيهم كما يشاء، فماذا فعل؟ لقد قال لهم: «يا معشر قريش، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء، الناس من آدم، وآدم من تراب»، ثم تلا هذه الآية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات:13]، ثم قال: «يا معشر قريش ما ترون أني فاعل فيكم؟» قالوا: “خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم”، قال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء» [18]، ويتضح لنا بجلاء من لفظ الطلقاء أنهم كانوا في حكم الأسرى، ومن عليهم الرسول بإطلاق سراحهم، ولم يمسهم بأدنى سوء؛ بل إنه أكرمهم وأنزلهم منزلة عالية، مما يدل على سمو أخلاقه ورحمته.

إلى هنا عزيزي القارئ نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا الذي تحدثنا فيه عن المال المقدم لتخليص الاسير، حيث نتمنى عزيزي أن نكون قدمنا لك كل ما تبحث عنه.