من هو امير المؤمنين
من هو امير المؤمنين

من هو امير المؤمنين الذي دان له المسلمون بالولاء بعد وفاة أكرم أنبياء الله محمدًا صلى الله عليه وسلم، فقام يحكم بينهم بالعدل مرسخًا أسس وتعاليم الشريعة الإسلامية في أبهى حللها.

امير المؤمنين

تعتبر إمارة المؤمنين، أو ما يعرف بالإمارة العظمى أعلى وأرفع وأشرف المناصب الدينية التي يمكن للمسلم أن يُكلف بها، حيث يحل امير المؤمنين شرعًا محل رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقوم مقامه في صيانة الدين وتسيسه بما ينسجم مع أحكام الدنيا وتطور الحياةلذا فإن الشروط المطلوب توافرها فيمن يتولى إمارة المؤمنين هي شروط كثيرة وشديدة تتناسب مع عظمة المنصب، وعبر التاريخ اختلفت المذاهب الإسلامية في استخدام لقب امير المؤمنين، ففي الوقت الذي أطلق أهل السنة والجماعة لقب امير المؤمنين على الخلفاء الذين توالوا على حكم الدولة الإسلامية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، يرى أتباع المذهب الشيعي أن هذا اللقب خاص بابن عم الرسول، صلى الله عليه وسلم، الإمام علي بن ابي طالب، رضي الله عنه، متذرعين بأن النبي عليه السلام هو من دعاه بذلك.

اول من لقب بأمير المؤمنين

أول من أطلق عليه لقب امير المؤمنين من الصحابة الأخيار هو الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث تولى الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه إدارة شؤون المسلمين.

بعد وفاة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فأطلق عليه المسلمون لقب خليفة رسول الله (ص)، وبعد وفاة الخليفة أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، انتقلت الخلافة إلى الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فأصبح عمر بن الخطاب خليفة أبو بكر الصديق، رضي الله عنهما، أي خليفة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعند ذلك قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه “كان أبو بكر، رضي الله عنه، يقال له خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف يقال لي خليفة خليفة رسول الله يطول هذا”، في إشارةٍ منه إلى من يأتي بعده من الخلفاء، فقال له المغيرة بن شعبة “أنت أميرنا ونحن المؤمنون فأنت أمير المؤمنين”، قال “فذاك إذًا”.

مناقب عمر بن الخطاب امير المؤمنين

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لو كان نبي بعدي، لكان عمر بن الخطاب”.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه”.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قد كان يكون في الأمم قبلكم محدّثون، فإن يكن في أمتي منهم أحدن فإنه عمر بن الخطاب منهم”.
  • قال ابن مسعود “كان إسلام عمر فتحًا، وهجرته نصرًا، وإمارته رحمةً، ولقد كنا وما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر، فلما أسلم قاتل قريشًا حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه”.
  • قال سعيد بن جبير “أسلم مع النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، ثلاثة وثلاثون رجلًا وست نسوةٍ، ثم أسلم عمر فتم به الأربعون، فنزل قوله تعالى {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسبُكَ اللَّـهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤمِنينَ.

شروط إمارة المؤمنين

  • أن يكون امير المؤمنين مسلمًا، إذ لا تصح الولاية لكافر، قوله تعالى {وَلَن يَجْعَلَ اللَّـهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴿١٤١﴾}.
  • أن يكون امير المؤمنين مكلفًا، ويشمل ذلك العقل والبلوغ، إذ لا تصح إمامة صبي، أو مجنون لأنهما في ولاية غيرهما، لذا لا يوليان على المسلمين.
  • أن يكون ذكرًا، إذ لا تصح إمارة النساء، فالإمارة تناط بها مخاطر وأعمال جسيمة تتنافى مع طبيعة المرأة وأنوثتها، وفي الحديث الشريف ” لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة”.
  • أن يحقق شرط الكفاية، وتشمل الجرأة والشجاعة والنجدة بما يمكنه من إصدار أمر الحرب والدفاع عن الإمة وإدارة ساستها.
  • أن يكون حرًا، فالعبد مشغول بخدمة سيده، لذا لا تصح إمامة من فيه رق وعبودية.

حكم اطلاق لقب امير المؤمنين على من ليس أهلا لها

” وأما من لم تتوفر فيه هذه الشروط، وغلب على المسلمين بالقهر، ولم يقم فيهم بخلافة النبوة في حفظ الدين وسياسة الدنيا به، بل بدَّل وغيَّر وصدَّ عن سبيل الله، وحارب الإسلام وأهله، واستبد وتجبر وتسلط ونشر الفساد وغض الطرف عنه، فهو وإن كان أميرا أو حاكما، إلا أنه ليس للمؤمنين بأمير تجب عليهم طاعته وبيعته، ووصف أمثال هؤلاء الطواغيت بإمارة المؤمنين منكر من القول وزور”.

وفي الختام يكون قد تم التعرف علي من هو امير المؤمنين