موجودة في علب الطعام.. مادة قتلت 365 ألف شخص حول العالم

يتفاعل العديد من الأشخاص في كل أنحاء العالم يومياً مع المنتجات البلاستيكية، سواء عند تناول الماء أو عند تخزين الطعام، لكن دراسة حديثة أظهرت مفاجأة قد تجعل البلاستيك خصماً للبشر.

أظهرت الدراسة الأمريكية أن التعرض اليومي لمادة كيميائية تُستخدم بشكل واسع في صناعة البلاستيك قد يكون مرتبطًا بأكثر من 365 ألف حالة وفاة نتيجة أمراض القلب في عام 2018.

كشف الباحثون في مركز لانغون الصحي بجامعة نيويورك، في النتائج التي نُشرت يوم الثلاثاء الماضي في مجلة “eBioMedicine”، أن الجزء الأكبر من هذه الوفيات حدث في أفريقيا وجنوب آسيا والشرق الأوسط، حيث سجّلت هذه المناطق معًا حوالي نصف إجمالي الوفيات المرتبطة بهذه المادة.

تُعرف المادة الكيميائية بـ “ثنائي (2-إيثيل هكسيل) الفثالات” (DEHP)، وهي واحدة من مركبات الفثالات التي تُستخدم لزيادة مرونة البلاستيك، وتُستخدم في صناعة عبوات الطعام، والمعدات الطبية، وغيرها من المنتجات الاستهلاكية.

البلاستيك وأمراض القلب

في عام 2021، نشر الفريق البحثي دراسة ربطت بين “الفثالات” ووفاة أكثر من 50 ألف شخص سنويًا في الولايات المتحدة، حيث كانت أغلب الوفيات ناجمة عن أمراض القلب. ومع ذلك، تعتبر الدراسة الحالية الأولى من نوعها التي تقدم تقديرًا عالميًا للوفيات المرتبطة بهذه المواد الكيميائية.

اعتمد الباحثون في دراستهم الجديدة على بيانات صحية وبيئية من العديد من المسوحات السكانية التي شملت أكثر من 200 دولة وإقليم. كما استخدموا عينات من البول تحتوي على نواتج تحلل مادة “DEHP”، بالإضافة إلى بيانات الوفيات التي تم جمعها من معهد القياسات الصحية والتقييم في الولايات المتحدة.

وجدوا أن هذه المادة ساهمت في 368,764 حالة وفاة بين الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عاماً، مما يمثل أكثر من 10% من إجمالي وفيات أمراض القلب على مستوى العالم في تلك الفئة العمرية خلال عام 2018.

أعلى وفيات في الهند

كما أكدوا، يُحتمل أن الدول النامية تعاني من معدلات تعرض أعلى لـ”الفثالات”، بسبب زيادة الإنتاج البلاستيكي في غياب ضوابط صارمة على التصنيع، وهو ما يفسر الاختلافات في التأثيرات الصحية بين الدول.

كما أشاروا إلى أن إبراز العلاقة بين “الفثالات” وأحد الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم يضيف إلى الأدلة المتزايدة التي تدل على أن هذه المواد الكيميائية تمثل خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان.

سجلت الهند أعلى عدد من الوفيات المتعلقة بالمادة، حيث بلغت 39,677 حالة، تلتها باكستان ومصر.

سجلت أفريقيا 30% من إجمالي الوفيات، بينما شكلت منطقتا شرق آسيا والشرق الأوسط معاً نسبة 25%.

أكدت النتائج على أهمية وضع قوانين وتشريعات دولية للحد من استعمال هذه المادة الكيميائية، خاصة في المنتجات اليومية المستخدمة في الغذاء والرعاية الصحية، خصوصاً في الدول التي تشهد نمواً صناعياً سريعاً.

تشير الدراسات السابقة إلى أن التعرض لهذه المادة يُحدث استجابة مناعية مفرطة في شرايين القلب، مما يزيد بشكل طويل الأمد من خطر التعرض للنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

 

 

https://mcintoshandotis.com/blogr/%d8%b3%d9%86%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%a7%d8%aa-%d8%aa%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%b9-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b3%d8%ae%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a8%d8%b3%d8%b7%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%aa/

التعليقات