من النبي الذي صام عن الكلام ثلاثة أيام

من النبي الذي صام عن الكلام ثلاثة أيام ، سؤال عن الأنبياء وهو سؤال ثقافي ديني مميز يكثر البحث عن إجابته، وفيما يلي في هذه المقالة نقدم لكم الحل الصحيح عن السؤال الديني الذي يتعلق بقصص الأنبياء وسيرهم الصالحة التي نتعلم منها الصبر على الابتلاء وحسن التوكل على الله تعالى ، لتكون قصصهم نورا يضيئ لنا طريقنا .

من النبي الذي صام عن الكلام:

والإجابة الصحيحة عن السؤال من النبي الذي صام عن الكلام / هو نبي الله زكريا عليه السلام .

نبي الله زكريا هو أحد الأنبياء الذين يرجع نسبه إلى يعقوب عليه السلام ، وكان نبي كريم وعابد لله تعالى يأكل من عمل يده بمهنة نجار وأرسل غلى بني إسرائيل ، وكنا نبي الله زكريا قد تكفل برعاية مريم ابنة عمران ، وكان كلما دخل عليها ذلك المحراب، يجد عندها من الطعام الشيء العجيب، كان يجد فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، وعندما سألها عن مصدر هذا الطعام قالت عليها السلام: {هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ. إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}، فعندها {دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً. إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}فدعا ربه أن يرزثه الذرية الطيبة.

وكان عليه السلام في ذلك الوقت رجلاً طاعناً في السن، وقد استجاب الله له في هذا الوقت وكذلك كانت زوجته امرأة كبيرة في السن، ووصلت إلى سن اليأس، وهنا يعلمنا عليه السلام كيف ندعو الله تعالى، فهو مع كونه شيخاً كبيراً، وامرأته عاقراً، فاستجاب له، لأنه سبحانه يجيب دعوة المضطر إذا دعاه، ولا تقف دون إرادته أي إرادة، فأوحى الله تعالى للملائكة أن تزف له البشرى باستجابة دعوته، فقال الله تعالى: {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ}.

وعلى الرغم من فرحة سيدنا زكريا عليه السلام من هذه البشارة إلا أنه أخذ يستفسر عن الكيفية التي سيأتي بها الولد وامرأته عاقر لا تنجب، وهو شيخ كبير، فبينت له الملائكة أن هذه منَّة من الله عز وجل وانه قادر على كل شيئ، فطلب من الله تعالى أن يعطيه علامة أو إشارة لوقت استجابة الدعاء ، فجاءه القول الحق أنه سوف يعجز عن الكلام مع الناس من دون مرض أو علة وعندما خرج من المحراب وجد أنه لم يستطع الكلام مع الناس فخاطبهم بالإشارة أن سبحوه بكرة وعشيا.

وأنجبت زوجة زكريا طفلاً ذكراً، سماه الله تعالى اسماً لم يسم به إنساناً من قبل، إذ قال سبحانه: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا}،وكان طفلا مميزا ميزه الله بعدد من الصفات منها قوله تعالى: {مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ}، كان مصدقاً لرسالة عيسى عليه السلام، وكان سيداً في العلم والحلم والعبادة، وجعله حصوراً أي معصوماً من الذنوب والآثام، وأعظم من ذلك كله أن الله تعالى أكرمه وشرفه بمقام النبوة فقال {وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ}.